الجمعة، 21 نوفمبر 2014

متى يوقف أبو مازن بطشه بالمقاومين للاحتلال الصهيوني؟!

يجب أن تتوقف مهزلة إيقاف ما يسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية وعناصر فتح للمقاومين المناهضين للاحتلال الصهيوني في فلسطين والمرابطين في بيت المقدس..
يجب وقف نشاط "روابط القرى" الجديدة، و"جيش لحد" الجديد، فورا... 

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

الشيخ محمد طه: فارس آحر من مجاهدي فلسطين يترجل

غزة : رحيل الشيخ "محمد طه" أحد مؤسسي حركة "حماس"

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

حوار مع عبد الوهاب المؤدب: علاقاتي مع ليفي وفنكلكروت وغيرهما علاقة "يقظة نقدية" Abdelwahab Modeeb


المفكر التونسي عبد الوهاب المؤدب لـ «الشرق الأوسط»: أنا مدين للعقل اليهودي بشكل كبير
باريس: محمد المزديوي
الحوار مع المفكر والشاعر التونسي المقيم في فرنسا، عبد الوهاب المؤدب شيق ومثير. على الرغم من أي اختلاف يمكن لك أن تكتشفه معه. يسائل كل القضايا المعرفية والحياتية بجدية وصرامة منهجيتين ومن دون مواربة ولا تنازل. طال حديثنا معه، مواضيعَ عديدةً من ساركوزي، و«مرض الإسلام»، وتخلف الأنا العربي، ومسألة الرسوم الكاريكاتورية، وخطاب البابا، وأيضا قضية المثقفين الفرنسيين ودور الشاعر، إضافة إلى رأيه في «طارق رمضان»، والأمازيغية ومسائل أخرى.
> بداية، ما رأيك كمفكر في انتخاب ساركوزي، كرئيس لفرنسا، الذي يثير بعض مظاهر التخوف والترقب؟
ـ أنظر إلى المسألة بنقدية. أنا في وضعية منْ لم يجد نفسه مُمثَّلا، بشكل كامل، في برنامج أي مُرشَّح من مُرشَّحي الانتخابات الرئاسية الفرنسية. ما يخيفني ويؤلمني، هو بؤس الخطاب السياسي الذي استمعنا إليه. إننا إزاء خطاب انفصل بشكل نهائي، عن المرجعية الإنسانيات aux humanités. وما كان شعارا أوروبيا وفرنسيا بشكل خاص، هو بصدد الانقراض. حين أستمع ـ وأنا أتكلم هنا باعتباري أستاذا جامعيا ـ إلى ما دار في الأوساط الجامعية، في إحدى خطابات ساركوزي، رئيس الجمهورية الفرنسية الحالي، من أنّ الجمهورية ودافع الضرائب الفرنسي لا يمكنهما أن يُموّلا دراسات الآداب القديمة، حاوِلوا أن تذهبوا بأنفسكم لمعرفة أين يبتدئ القديم؟ ربّما مارسيل بروست أصبح الآن ينتمي إلى القديم، ربما حتى سارتر، من يدري؟ هو لا يتحدث عن الآداب الكلاسيكية. وهنا يمكن أن يذهب تفكيرنا إلى المشكلة الكبيرة جدا التي تتعلق بتدريس الإغريقية واللاتينية اللتين كانتا مُهمّتين في المنهاج الفرنسي، وأصبحتا هزيلتين جدا. إننا بخصوص تغريب العالَم، وهنا أميّز بين زمنين: زمن الأوربة وزمن الأمركة.
> أي أن فرنسا تتأمرك؟
ـ إننا في زمن أمركة العالم، وأميركا بصدد تحقيق الانتصار حتى في معقل الأوربة التي تمثلها فرنسا، ثم إنّ كل الباقي يأتي منطقيا. أي أن ساركوزي منتوج ثقافة الميديا. ساركوزي الذي يعرف بأن كل شيء يجب أن يرتبط بالصورة التلفزيونية ويرى بأن التحكم في السياسي يمر عبر التحكم في حقل المعلومة والحقل الميديوي. وهو ما سمي بالبعد البيرلوسكوني، وتمت إدانته وعاد ليذكّر به فينكلكروت. الكلمة القاسية التي أدان بها ساركوزي تشبه كلماتي، كلماتي التي أعلنها في المنتديات المغلقة، بل التي حدث لي أن قلتها بشكل علني. أعتقد أننا في حاجة إلى رجل يمتلك سلطة وإلى رجل قويّ، بل إني قلتُ إننا محتاجون إلى نابوليون جديد في فرنسا؟
> مهمتك كمفكر متحدر من العالم العربي الإسلامي صعبة جدا، خصوصا بعد تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وبعد الرسوم الكاريكاتورية، وخطبة البابا، وأستاذ الفلسفة الفرنسي ريديكير.
ـ قبل كل شيء، أُذكّر أن باب وُلوجي إلى العالم هو الشّعر، ولكن الشاعر يُفكر ويرتبط برباط وثيق جدا مع الفلسفة. الشاعر له دورٌ هام، عبر التاريخ، لأنه هو الذي يأخذ على عاتقه المشاكل التي يحسّ بها والتي يراها وسط جماعته. انه يأخذ عبء المشاكل ويتحمّلها ويجعلها قضاياه هو.
هناك عناصر متعددة لأزمة الفكر الإسلامي... ولكن هل مهمة المفكر المنحدر من العالم العربيـ الإسلامي صعبةٌ؟ لا أرى ذلك، بل على العكس هي في غاية السهولة، لأن الأشياء واضحةٌ جدا في ذهني، أعرف ما يتوجب فعله، وأعرف في كل وقت أن الدور الذي علي أن ألعبه باعتباري في آن واحد من أصول مسلمة وفي قلب أوروبا، هو بالتأكيد إرساء تراتبية تأخذ بعين الاعتبار الوضعية أو الحالة. ومن خلال المعرفة الدائمة، في كل لحظة، نعرف بأننا محصورون في جبهة مزدوجة للنقد: النقد الموجه لأصولنا الخاصة والنقد بالمقارنة مع موقع الاستقبال. كيف مُورِس فضاء النقد المزدوج عبر الأحداث الثلاثة الأخيرة، أو لنقل الأحداث الأربعة التي اقتحمت العالم منذ سنة 2001 والتي استوجبت في آن واحد اتخاذ موقف في غاية الوضوح واستوجبت في نفس الآن خطابا نقديا يرافقها. لنبتدئ بـ11 سبتمبر 2001 هو حدث هائل وجريمة كبيرة جدا ولكنها جريمة تنتمي للتاريخ. وهو ما قادني لتأليف كتابي «مرض الإسلام». الإسلام يمكن أن يفهم بشكل مرضي، ربما. كما أنه بالإضافة إلى ما يوجد خلف 11 سبتمبر من تأويلات مغالية في الراديكالية والطهرانية والحصرية والهوياتية والتي نعرف عنها الكثير مُكرَّرَة ومتمفصلة بسبب كوننا إزاء حركة عصرية مرتبطة بأفكار الحداثة ومرتبطة بالتوتاليتارية أيضاً.
هذا النزوع الإسلاموي الذي يريد أن يكون فاتحا على المستوى العالمي يعبر، أيضا، عن نفسه بتعابير توتاليتارية حديثة. أما كيف تعاملتُ مع مقولة «النقد المزدوج» الشهيرة؟ فقد قررتُ أن أُهملَ إلى أقصى حدّ جبهة نقد الغرب وأن لا أميّز ولا أضعَ في الواجهة سوى النقد الذاتي و«تفكيك» الفكر الإسلامي. القضية الثانية تتعلق بالرسوم الدنماركية، وفي هذا الصدد قمتُ بإدانة ليس الدنماركيين ولكن المسلمين الذي تفاعلوا بكثير من الانفعال إزاء رُسوم بائسة جدا. هي رسوم تكشف عن ضحالة إبداعية لدى الرسامين الدنماركيين. ولكن رسما واحدا هو الذي استرعى انتباهي، وجدتُ نفسي مُرغَما على انتقاده هذه المرة من خلال دفع النقد، هذه المرة، إلى جبهة أوروبا وعلى جبهة الغرب على الرغم من الصرامة الشديدة من جهتي، لأن حرية التعبير غير قابلة للتفاوض، إنها مُكتسبٌ ثمين وغير معروفة بشكل كبير في العالم الإسلامي، الذي ما أن نحاول استخدامها حتى يقال لنا يجب ألا نمسّ «الثوابت»، وهي كلمة أجدها غريبة وتتكرر بشكل دائم. يقولون لك: «إنك تستطيع قول كل شيء باستثناء مسّ الثوابت» إذن لا نستطيع أن نقول أي شيء. فإذا لم نستطع أن نمس الثوابت فإننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء. إن حرية التعبير يمكنها أن تصل إلى درجة التعنيف والتزعزع ووضع «الثابت» في حركة التغيير.
> هل يتعلق الأمر بالصورة التي تظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو يحمل قنبلة؟
ـ أنا لا أكترث للقنبلة. القنبلة في العمامة تبدو لي ثانوية. ما أستنتجه بخصوص هذا الرسم هو الطريقة التي تم بها تقديم الوجه. لأنه وجهٌ عنصريٌّ، بشكل عميق. بالإضافة إلى ما ذُكر فنحن أمام رأس شخص من المفروض أنه يمثل صورة نبي الإسلام ولكنه يستعيد كل الكليشيهات الكاريكاتورية التي تخص الإنسان الشرقي الميّال للحرب الذي ما أن يجد شخصا غريبا عن دينه حتى يقطع رأسه. أحيل هنا إلى مؤلف «نورمان دانييل»Norman Daniel (إسلام وغرب). وقد شاركتُ كشاهد في الدفاع عن صحيفة «شارل إيبدو» في الدعوى التي رفعها ضدها «اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا» ومسجد باريس، بسبب إعادتها نشر الصور الكاريكاتورية. لقد قمت بالتذكير بهذه الأشياء في قلب محكمة باريس لأقول بأن هذه المشكلة الكبيرة هي مشكلة كل البلدان الإسلامية، لأنه غالبا ما تعتبر الشريعة المصدرَ الرئيسي للقانون، بينما يحقن هذا القانون بالكثير من الأشياء التي تنتمي إلى القانون الوضعي. ذكّرتُ بالمشكلة الكبيرة التي تطرحها الرسومات الكاريكتاتورية، وأعترف لك أنني في غاية السرور لأنّ القاضي، الذي برّأ الصحيفة، استعاد النصّ الكامل لمرافعتي، ذاهبا إلى حدّ إدانة الرّسم المشار إليه.
هاجم البابا الرؤية الموجودة عند ابن حزم عن الله، هذه النظرة الظاهرية كان هدفها تحرير القانون. إنها نظرة قوية ومخيفة، إذ من خلال هذه النظرة الظاهرية يُحرِّر القانون من هذا الشيء الخطير جدا التي سيعرفه الفقه والقانون الإسلاميان، والذي يتجلى بشرعنة القوانين من أجل العثور على مصادر قرآنية لها، في الوقت الذي لا توجد فيه لها هذه المصادر القرآنية. هذه ظاهرية تُحرّر القانون. أدان البابا هذه الفكرة لأنه رأى فيها مَعْلَما يمكنه أن يضاعف العنف. جوابي على الأمر كان هو الأخذ بعين الاعتبار بمسألة هذا العنف ومحاولة اقتراح الوسائل التقنية المستقاة من داخل التقاليد الإسلامية من أجل تحييده والقضاء عليه. يجب علينا، هنا، أن نعود إلى ما قاله طه حسين في كتابه «مستقبل الثقافة في مصر»، خصوصا في البدايات حين يذكّر بأن التغريب هو كلمة المرور لسبب بسيط هو أن العرب والمصريين يتقاسمون المصدر الإغريقي لأنه أساس ما أنجز في الثقافة العربية وأيضا أساس الثقافة الغربية. ولا يوجد من داع للتخوف على الإسلام من عملية التغريب، لأن التغريب هو الحداثة. أتذكّر نقاشا جرى بيني وبين حسن حنفي في مدينة البندقية، في يوليو (حزيران) 2006 الذي يرفض بطبيعة الحال هذا التغريب ويتهجّم عليّ بنفس تهجمه على طه حسين، معتبرا أن الغرب قام بشرائي. وهو تهجّمٌ أعتبره مُثيرا للقلق ويتناسب، للأسف، مع ما قاله طه حسين قبيل وفاته في حوار أجراه معه غالي شكري، وأعادت نشرهُ العام الماضي في كتيّب وزارة الثقافة السورية، وفيه يرد التعبير الرهيب الذي يعلن فشل مشروعه: «أودعكم بقليل من الأمل وبكثير من الألم». هذا ما أجيب به على «راتيسبون». إنّ علينا أن نستعيد كلّ التقاليد التي أطلق عليها في باب الاجتهاد اسم «الاختلاف»، والتي هي أساسُ مؤلَّف ابن رشد: «كتاب المجتهد». وهو كتاب لا يفكر إلا على أساس الاختلافات وليس على الإجماع. الإجماع قاتلٌ. أما في ما يتعلق بأستاذ الفلسفة الفرنسي «ريديكير» فموقفي واضح جدا، إذ وقّعت على عريضة المساندة، ومن جهة ثانية، قمت بإدانة خفة عقل هذا الرجل، الذي كتب أشياء تافهة، «مكسيم رودنسون»، لو كان حيّا لأدان فهم الرجل. قلت له إن نيشته حين يتحدث عن المسيحية وحين يقوم بهجومه الساحق عليها، فهو يقوم بهجومه على المسيحية وهو يعرف موضوعه جيدا، أنا أطلب منك شيئا واحدا، وهو أن تأخذ الإسلام بمأخذ الجد. أشير هنا فقط إلى أن نيتشه لم يكن يريد تدمير الإسلام، بل رأى فيه شيئا يمكنه أن يُشكّل ترياقا بالمقارنة مع ما يُدينُه في المسيحية. وهو أدان ديانة ولد في أحضانها.
> «مرض الإسلام» كتابك المهم، هل هو كتاب موجه للقارئ العربي أم الغربي؟ قل لي لمن تكتب؟ من هو القارئ الافتراضي؟
ـ كتابي ترجم إلى اللغة العربية، وصدر في بيروت والدار البيضاء. ما لاحظته، في هذا الصدد، ظهور مقالات طويلة عديدة، ولكنها تظل مقالات مُراوِغة، هي في مستوى التقريظ، ولكنها تخفي الأسئلة الحقيقيّة التي يطرحها الكِتاب. كتابي لم تصدر في حقّّه فتوى، ولم يتعرض لانتقادات عنيفة. أعرف، من خلال بعض القرّاء، أنه كان مفيدا جدا لكثيرين، لأنه أضاء لهم عالَماً بدأ يصبح مدلهمّا، وأتاح لهم التأقلم بالمقارنة مع الوضع العالمي باعتبارهم مسلمين، وساهم في وُلوجهم إلى ما يمكن أن يُسمَّى بالتفكير النقدي في تطبيقه على الذّات. ربما ألفتُ كتابي من أجل قرّاء افتراضيين، يمكن أن يكون في المقام الأول هو المسلم الذي يعيش في أوروبا، ولكني كتبته، في الأصل، من أجلي، كي أوضّح وضعيتي الشخصية، لأن شيئا ما ينبثق من أصولي التي أواصل التعلق بها والعمل معها، من دون أيّ عبادةٍ للأصول، ولكن من خلال معرفتي بتحدُّري من أصول تقترح عليّ نصوصا تتيح لي التفكير والتأمل إلى أعلى درجة. إذا ما كتب الكاتب، بصدق، انطلاقا من وضعيته فهنا يمكن لصوت الكاتب أنْ يُسمَع من قبل آخَرين.. كتابي هذا لم يترجم فقط إلى اللغة العربية بل ترجم إلى لغات عديدة من لغات الإسلام، وهو شيء مهم، الفارسية والتركية والبوسنية. وصلت الترجمات إلى 18 لغة...
> لكن ألا ترى أن ثمة تشويشاً حين يطالب بهذا الإصلاح غربيون، بل وحتى يهود، ومن بينهم فيلكنلكروت وبرنار هنري ليفي وآخرون؟
ـ العلاقة التي تربطني بالأسماء التي ذكرتها «فينكلكروت» و«هنري ليفي» هي علاقات يَقَظَة نقدية، أي أني لا أستهجنهم. يعبرون أحيانا عن أشياء أوافق عليها بشكل مطلق، أحيانا أريد أن أردَّهُم كي يأخذوا على محمل الجدّ الإسلامَ كمادَّة. فينكلكروت يقول أشياء كثيرة تبدو بالغة الأهمية وأتقاسمها، وهو ما ذكرتُهُ منذ قليل، حول مسألة القيمة وحول مسألة الحاجة إلى الحفاظ على رباط مع تعقيد النصّ وعلى عدم الدخول في سهولة هذه الثقافة التي هي «لا ثقافة»، وأقصد هنا: الثقافة الميديوية. أُطلب من فينكلكروت أن يُوسّع حقل القيمة هذا، بحيث يسع حقل القيمة الإسلامية. وأقول إنه في ظل الاستمرارية الإغريقية يستطيع الإسلام أن يعلمنا الكثير، لا سيما بقراءة الحكيم الترمذي (متصوف من القرن العاشر)، مثلا «كتاب الفروق ومنع الترادف» الذي ترجمته إلى الفرنسية «جونفييف كوبيّو»، وهو كتاب مهم ورائع، من خلال عنوانه يمتدح، بالفعل، أخلاقية الفروق. وقد قلت مرة لفينكلكروت بأنك إن قرأت الكتاب سأكون سعيدا لأن عندي اليقين بأنه مرجعية إسلامية ستساعدك على تلطيف نظريتك حول أخلاقية الفروق، بطريقة أفضل. ولكني أجد نفسي معهم، بصفة كاملة، في إدانة البربرية الإسلاموية. الشيء الوحيد الذي قلته لهم: أولا: البعض يريدون من أعماقهم أن يتم اختزال الإسلام في هذه البربرية، لكن لا، إن إسلاما آخر ممكن، علاقة من نوع آخر مع الإسلام ممكنة، أنا أساعدكم وأقدّم لكم هذا الحقل المرجعي، أمسكوه وخذوه بعين الاعتبار، قوموا بالاعتراف بأن الإسلام شيء جدير وعظيم ويساعد على التفكير ويُتيح لنا أن نكون، اليوم، حاضرين في هذا العالَم. الإسلام يمكن أن يساهم في التفكير والتأمل حول الأقدمية التي نحتاجها من أجل تصفية وتنقية كينونتنا في العالم اليوم.
> في كتابك قبل الأخير «contreـprêches »، استرعى ذهني مقالك: «تعصب»، وفيه انتقاد لطارق رمضان. كما لفت انتباهي أيضا مقال عن «البربري» (الأمازيغي)، وأحببت أن أعرف إن كان من باب افتتان الشاعر باللغات، باعتبارها ذخائر وكنوزا، أم من باب موقف سياسي متضامن مع لغة وثقافة هُمّشتا وهُشّمتا، أم أن دماء أمازيغية تسري في شرايينك؟
ـ بخصوص طارق رمضان، بالنسبة لي توجد ضرورة ماسّة لقطع حبل السرة، ولا أرى منه قطْعاً لهذا الحبل. الحداثة خيانةٌ، إذا أردنا ألا نمارس الخيانة، وأن نظل أوفياءَ، بشكل كامل، فإن الأمر لن يكون على ما يُرام. ولا أرى من خيانة عند هذا الرجل.. لن أدخل في كثير من التفاصيل ولكن ألاحظ أنه يتطوَّرُ. ثمة عنصر هام، وهو سؤال: لماذا يتطور؟ يوجد مجهود التأمل الشخصي، وهو هام، ربما، ولكن ما يجعله يتطور هو أنه يمرّ عبر ما أسميه بـ«اختبار الديموقراطية». من خلال المرور عبر «اختبار الديموقراطية»، الذي يستلزم النقاش والنقاش المتناقض، يكون المرءُ مرغما على تنقية وتهذيب مقولاته وبراهينه.. ولكن المرء، في نفس الوقت، يكون مرغما على جعلها مسموعةً في إطار نقاش، ومن خلال جعلها مسموعة فإنه، بالضرورة، يخون قليلا.. إن هذه الخيانة لا أراها قادمة، أنتظر، أنتظر قدومها. طارق رمضان، باعتباره صورة أيقونية و«مثالا اعلى»، بالنسبة لبعض الشباب، فهو يمثل إرادة الحفاظ على هوية متميزة في إطار أوروبا، أكثر مما، يمثل العكس.
فيما يخص الأمازيغية، فحسب علمي لا يوجد رباط دم مع الأمازيغ..إنّ الذي يدعوني إلى الأمازيغية، العدالة وحبّ اللغات.. وفي نفس الوقت ثمة دافع سياسي. ولكني أقول للأمازيغيين: إذا أردتم أن تكون لغتكم معترفا بها اشتغلوا عليها واقترحوا علينا المؤلفات الكبيرة التي توجد في لغتكم، ترجموا الأعمال الكبرى نحو لغتكم، هكذا يمكنكم صياغتها وتكوينها وليس فقط من خلال المطالبة السياسية وعدم فعل شيء. أمامكم عمل ضخم يتوجب القيام به.. إنني أعير أهمية كبيرة لمسألة القيمة، حين نكون في وضعية خضوع وهيمنة، ففي غالب الأحيان تكون المسؤولية على الذات أكثر مما تكون على الآخَر المُهَيْمِن.