باريس- الطيب ولد العروسي
نقلا عن موقع http://www.atheer.om/
يعرف على الروائي الفرنسي باتريك موديانو Patrick Modiano على جائزة نوبل للآداب عام 2014 بأنه خجول، ولا يفضل إعطاء المقابلات الصحفية، بل يعيش في باريس في شبه عزلة عن الوسط الأدبي وحفلاته ومناسباته الاجتماعية والمهنية الكثيرة.
وباتريك موديانو هو الكاتب الفرنسي الخامس عشر الذي فاز بمثل هذه الجائزة الأدبية العالمية الهامة. ولد الكاتب الفرنسي سنة 1945 من أب أصول إيطالية يهودية ومن أم بلجيكية تدعى لويسا كولبين. تعرفا والداه على بعضهما في باريس خلال الحرب العالمية الثانية ، نشأ موديانو في أسرة عرفت بين غياب أبيه عنه وبين أسفار أمه المتعددة، كما وجد صعوبات في مواصلة دراسته الثانوية إلا بعون من الحكومة. مما جعله يتقرب أكثر من شقيقه صار رودي، الذي توفي جراء مرض أصابه وهو في سن العاشرة من عمره، تأثر بهذا الحدث كثيرا، ولذا نرى أن أغلب أعماله المنشورة بين عام 1967 حتى 1982 مهداة إلى أخيه. كما عاش مراهقة صعبة.
درس موديانو علم الهندسة في المدرسة على يد الأستاذة والأديبة "ريموند كوين" والتي كانت صديقة لأمه، وقد تأثر بها كثيرًا، إذ تعد بمثابة بوابته إلى عالم الأدب والنشر.
فاز باتريك موديانو سنة 1978 بجائزة " غونكور" للآداب بفرنسا بعد أن نشر كتابا عنوانه " شارع الدكاكين الغامض". وفي 1996 نال موديانو الجائزة الوطنية الكبرى للآداب تكريما لمسيرته الأدبية الطويلة المتوجة بنشره لحوالي 30 كتابا تعالج معظمها الحياة في العاصمة الفرنسية باريس إبان الاحتلال النازي. وعالج في روايته الأولى "ميدان النجم" وهو في الثالثة والعشرين. حمل بعضها مأساة طفولته ومراهقاته، كما نقل مشاهد العديد من المصائر الإنسانية. وتتمحور معظمها حول مدينة باريس خلال الحرب العالمية الثانية يصف فيها أحداث مأسوية على مصائر أشخاص عاديين. ويعد من الذين اشتغلوا على طوبوغرافية مدينة باريس لكونه عالج أحداثا ذات علاقة بعالم باريس الليلي غير المرئي. أعلنت الأكاديمية السويدية في بيان لها :" إن باتريك موديانو كرم بفضل فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر عصيانا على الفهم، وكشف عالم الاحتلال".
كما أكد سكرتير اللجنة للأكاديمية بيتر إنغلوند إن موديانو "كتب روايات تعتبر أصداء لبعضها البعض، تتكرر فيها مواضيع الهوية والفقدان والأمل والضمير".
تجدر الإشارة إلى أنه تم ترجمت روايته " في مقهى الشباب الضائع" إلى اللغة العربية في بيروت، عن دار مقاليد، بالملحقية الثقافية السعودية بباريس سنة 2008. ترجمها الكاتب المغربي محمد المزديوي.
صدر عمله الأخير بعنوان: الأفق» في باريس، عن منشورات "غاليمارد" جمع فيها كما هو معهود بين مسألتين بارزتين: البحث عن الهوية وبالتالي البحث عن الذات مقرونة بقضية عصرية وهي الشعور الانساني الفردي بضعف الانسان امام الفوضى والعبثية في كافة المجتمعات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق