الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

حنان الشيخ أو الاستشراق معكوسا!

ترجمة «حكايتي شرح يطول» لحنان الشيخ إلى الفرنسية: هل هي كتابات استشراقية في لبوس جديد؟
2010-10-30 
باريس - محمد المزديوي 
مُعضلة المثقف والكاتب العربي، غالباً، إلا من رحم الله، هي أنه يحس بالدونية حين يُترْجَم أو يُحاوَر، ما يعني أنه لا يتمتع بالثقة في النفس التي يمتاز بها زميله الأميركي اللاتيني، رغم أنهما لا يختلفان كثيراً من حيث انحدارهما معاً من دول متخلفة وقمعية واستبدادية.
ولهذا فالكثير من الغربيين حين يقرؤون هذا النص المترجم، وكل الشروحات والتصريحات الصحافية المرافقة له، سيتصورون أن العرب إما قادمون من المريخ أو من أدغال غابات استوائية لم تصلها جيوش الغرب التمدينية.
وهذا ما يمكن اكتشافه من القراءة التي أنجزتها أنييس رونيفيل في ملحق صحيفة «لاكروا» الثقافي الأسبوعي.
لقد مرّ وقت طويل قبل أن تتطرق الكاتبة لوالدتها، رغم أن والدتها كانت دائمة التساؤل عن الأسباب التي تدفع ابنتها إلى الكتابة عن نساء أخريات وليس عنها، رغم أن حياة الأمّ هي في مثل أهمية بطلات العديد من نصوصها السردية إن لم تَبُزَّهَا، فقد تركت العش الزوجي وتخلت عن الكاتبة وأختها كي تعيش حياتها العشقية وحب حياتها الصاخب.
وتكشف الكاتبة، وهنا توابل الإثارة الغربية، التي يمكن أن تُدرّ ذهباً، عن أجزاء من حياة والدتها: «لا ألومها، رغم أن والدي كان حزيناً، كان مسلماً ووَرِعاً جداً، وكانت هذه العلاقة بين والدتي وعشيقها قوية وعنيفة، لأن والدتي كانت عندها الجرأة في أن تفعل ما لم تستطع أن تفعله أي امرأة عربية، من هذا الوسط الديني والمحافظ جداً، حينئذٍ، وتركتني وأنا في سن الخامسة، وحاول الجميع إشعارها بعقدة الذنب».
ولأن البنت سرّ أمها، فالكاتبة بدورها، أبانت عن «جرأة استثنائية، فسافرت رغم معارضة والدها إلى القاهرة للدراسة في سن 17، وفي سن 19 بدأت الكتابة بعد فشل قصة حب مع كاتب مصري كبير يكبرها كثيرا. وأخيراً، وهي الشيعية تتزوج مسيحياً لبنانياً، وتنجب منه بنتاً وولداً».
وهي تقيم في لندن منذ أكثر من عشرين عاما، وتكتب باللغة العربية، وحين تنظر إلى الماضي فهو الحنين الحزين بالطبع، الحنين إلى زمن كانت فيه المرأة العربية، في نظرها، أكثر حرية من الآن «قاومنا كيف نذهب إلى السينما، وكي ننزع الحجاب، ولكن الضغط الديني، اليوم، أكثر قوةً».
ولأن ثمة نوعاً من التماهي بين المؤلفة وبطلة روايتها أي والدتها، فهي ترى «خلال فترة طويلة كانت تربطنا علاقات مصطنعة، ولكني من خلال كتابتي لمحكي حياتها، اكتشفت الجرأة التي كانت تمتلكها، كانت أمّي نسوانية قبل حركة النساء في أوروبا، شيعية من جنوب لبنان».
توابل كثيرة، من حجاب وخيانة زوجية وزواج إكراه وزواج بين ديانات مختلفة وانحسار حرية المرأة وغيرها، لا يمكن إلاّ أن تضمن للكتاب بعض النجاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق